الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.. الحمد لله على نعمة الإسلام و الإيمان .. الحمد لك يا ربنا أن هديتنا و وفقتنا و جعلتنا ممن يرفعون راية دينك و يدافعون عن نبيك محمد صلى الله عليه و سلم .. لك الحمد و الشكر أن جمعت قلوبنا على الحق.
إخواني في الله
إن نعمة الانتساب لهذا الدين و لهذه الدعوة نعمة لا تضاهيها نعمة قال تعالى في معرض الحديث عن تفضله بنعمه على عباده المؤمنين: " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا" [ النساء 125]
" قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" [ الأنعام 161]
"وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [يونس 25]
قال الشاعر :
و ممـا زادنـي طربا و تــيها * * * * و كدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي * * * * و أن صيرت لي أحمـد نبيا
أخوتي في الله
ليس هناك شيء أحلى و أجمل في الوجود من دخول المؤمن الموصول بالله تعالى في قافلة السائرين إلى الله لا يرجون شيئا سوى مرضاته سبحانه و تعالى .
"تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ" [ الرعد35]
ألا تروا معي كيف تعددت اتجاهات الناس و اختلفت غاياتهم و أمنياتهم بين طالب للدنيا متشبث بأهداب ملذاتها و زخارفها و بين زاهد فيها مستعل عن متعها الزائلة.
كثير أولئك الذين غرتهم الحياة الدنيا فعاشوا مذبذبين حيارى تتجاذبهم سبل الشيطان المختلفة فتكدرت معيشتهم و ضاقت بهم الأرض على سعتها لا لشيء إلا لأنهم حادوا عن الطريق المستقيم الذي رسمه رب العالمين.
فإياكم أن تكونوا ممن قال الله فيهم: " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ [ الأعراف الآية 51]
أو ممن قال فيهم:" كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [ التوبة الآية] 69
فأنتم يا إخواني
بهذا الانتساب العظيم صرتم أجناد الله في الأرض ، حملتم مسؤولية كبيرة و ثقل عظيم تنوء بحمله الجبال و صرتم محل أنظار الناس جميعا فلا تتركوا الدنيا و زينتها تكون حائلا بينكم و بين رسالتكم النبيلة و اذكروا أيام اندفاعكم الأولى لهذه الدعوة كيف لم يكن يشغلكم عنها شيء أو يعلو فوقها أمر من أمور الدنيا .
فدعوة الله أغلى من أن تؤثروا عليها حاجة من حوائج الدنيا الفانية مهما عظم أمرها عندكم و اقرؤوا إن شئتم قول الحق تبارك و تعالى :" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [ التوبة الآية 24]
فهيا يا إخواني
) ننفض عن ذواتنا غبار الغفلة و النسيان لننطلق في ربوع هذا الوطن العزيز نبشر بهذا الدين و نأخذ بأيدي الحيارى و التائهين إلى طريق الحق سبحانه و تعالى علنا نفز بمقام النبيين و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا.)