التزوير من الحضانة

من نعومة أظافري لدي عشق للتحدي وإثبات الذات.. لذلك كنت دائم الترشح في الانتخابات المدرسية لمنصب أمين الفصل أو الأمين المساعد. وعلي مدي عشرة أعوام قضيتها في التعليم: ابتدائي إعدادي ثانوي.. لم يحالفني الحظ في النجاح بأي منصب رسمي داخل الفصل سوي مرة واحدة.. مسؤول الرحلات.

وكنت قد حصلت عليها بالتزكية حيث لم يترشح أحد لكون المدرسة لا تقوم برحلات من الأساس! لكنني كنت أمثل المعارضة أو اليسار وكثيرا ما تم التنكيل بي.

كان الفائز دائما بمنصب أمين الفصل أحد المقربين من الأستاذ رائد الفصل.. وغالبا كان يتم تزوير وبلطجة من بعض الطلبة أصحاب القوة البدنية لإثناء البعض الآخر علي تغيير الأصوات...الآن شعرت للحظات أنها كانت تعليمات من الوزارة ليست لإقصائي من الانتخابات وتحطيم حلمي بأن أكون أمين الفصل، بل لتعليم التلاميذ فن التزوير وشغل المحاسيب..

ما أشبه اليوم بالبارحة.. فأري ثمار الانتخابات المدرسية تتجسد أمامنا إذا عدلنا بعض الكلمات مثل انتخابات مدرسية، وغيرناها إلي انتخابات محلية.. وأصحاب القوة البدنية ووضعنا مكانها الأمن المركزي وأمن الدولة.. إننا بلد عجز عن إدارة انتخابات مدرسية بسيطة مكونة من ٦٠ تلميذاً، تمثل الحجر الأول للديمقراطية في هذا البلد..

فهل تعتقد أننا قادرون علي إدارة انتخابات حقيقية مكونه من ٦٠ مليوناً؟! تعلمنا فنون التزوير والتربيطات واستخدام القوة وعقد الصفقات ونحن لا نزال أطفالا.. والعلم في الصغر كالنقش علي الحجر، ومن الطبيعي أن يكون النتاج هو استفتاءات الـ ٩٩% وانتخابات المحليات السخيفة!

إذا أردنا انتخابات نزيهة وشريفة فنحن نحتاج إلي ٢٠ عاماً بدءا من الآن لإخراج جيل كامل نعلمه النزاهة والاحترام. فالمدرسة هي اللبنة الأولي لبناء هذا البلد، وقد أصاب تعليمنا الترهل والتفتت والسطحية منذ أكثر من عقدين.. وأري أن يقوم مجلسي الشعب والشوري بسن تشريع يجرم كل من يحاول إتلاف الأجيال فهو أخطر من إتلاف المال العام

منقول للأمانة

جزاك الله خيرا على المجهود

ما شاء الله
الاهلى بينفع وقت الشدة