رأيت فيما يري النائم الأستاذ عمرو خالد يطل علينا عبر الشاشات، ليعلن نجاح حملة «حماية» التي استهدف من ورائها محاربة الإدمان في وطننا العربي، وفي الوقت نفسه يبشر بانطلاق حمله أخري للقضاء علي وباء أخطر من الإدمان وأشد تأثيرا من المخدرات، ألا وهو الفساد.
الحملة الجديدة تستهدف تجميع ٢ مليون شخص لهم تأثير علي المجتمع أكثر سلبية من تأثير مدمني المخدرات، وكما تتنوع أشكال الإدمان، فإن للفساد أنواعاً عديدة، فهناك المنافق والموالس والراشي والمرتشي والحرامي والمحتكر والمزور وغيرهم ممن يندرجون تحت لواء الفساد.
هؤلاء لهم دور كبير في تخلفنا وانهيارنا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولهذا سعي الأستاذ عمرو إلي محاربة تلك الظواهر السلبية، مستثمرا نجاح حملته الأولي.
المهم بعد مجهود كبير ومساندة عظيمة من كل المخلصين جاء يوم إعلان نجاح الحملة، وفي مشهد مهيب، تجمع المليونا فاسد في ميدان عام، منكسي الرؤوس وعلي صدر كل واحد منهم كارنيه يبرز انتماءه لحزب الفساد، وأمامهم منصة عظيمة وقف عليها الأستاذ عمرو خالد وعلي يمينه المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم وعلي يساره الدكتور علاء صادق،
وحانت اللحظة الحاسمة وأخذ الأستاذ عمرو يستشير مساعديه فنظر يمينا إلي شعبان وقال له: إيه رأيك يا شعبان؟ نعمل فيهم إيه؟ فكان جواب شعبان: والله يا أستاذ عمرو دول عيال بايظه، مافيش منهم فايدة، إحنا نحفر لهم حفرة كبيرة ونحرقهم فيها لغاية ما يتفحموا وناخد الفحم نبيعه للقهاوي، والفلوس اللي نلمها نفرقها علي الغلابة.
وهنا نظر الأستاذ عمرو إلي الدكتور علاء وقال له: وانت رأيك إيه يا دكتور؟ فاهتز الدكتور ضاحكا كعادته وقال: والله يا أستاذ عمرو أنا ليا رأي مختلف تماما عن رأي شعبان أنا بقول إن إحنا قبل ما نحرقهم نشوف مين فيهم اللي بيشجع الأهلي ونعفو عنه والباقي منهم نحرقه علي طول.
لكن الأستاذ عمرو بعد فترة صمت قليلة نظر إليهم، وقال لهم إني داع فأمنوا: تبنا إلي الله، وندمنا.. علي ما فعلنا.. وعزمنا.. عزما أكيداً علي ألا نعود إلي حزب الفساد مرة أخري. فأمن الجميع وراءه، وقاموا بنزع الكارنيهات من علي صدورهم وأحرقوها.