بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني في الله :
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، وبعد
كلنا يعرف وفقني الله واياكم ان قلوبنا ليست ساكنة على وضع معين ، بل هي متقلبة ما بين الفينة والاخرى ، فاليوم ترانا ما شاء الله نشاط في العبادات على اكمل وجه ، وغدا ترانا في تقاعس وخمول وكسل ، وكان الشيطان والعياذ بالله قد تمكن منا ..
لذلك اخواني كان لا بد ان نعود انفسنا على حضور مجالس الوعظ ، وحلقات الذكر ، ودروس الدين ، حتى نتمكن من وقاية انفسنا من هذه التقلبات ، والانحراف عن الطريق القويم ....
ففي مجالس الذكر والوعظ ثبات لنا بإذن الله وإغاظة للشيطان اعاذنا الله منه .
فالشيطان اخواني لا يمكن ان يتمكن من الانسان وهو في جماعة ، بل يتمكن منه اذا كان وحيدا ، اذا وجد له سبيل الى قلبه لا قدر الله .
وقد خبرنا رسولنا المصطفى
، ان قلوب العباد بين اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
لذلك وجب علينا ان ندعي دائما بهذا الدعاء اقتداءا برسولنا الكريم
:
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".
فهذا هو رسول الله
، وهو حبيب الله وسيد المرسلين ومعصوم من الذنوب ، لا يأمن على نفسه فكيف بنا نحن الخطائين وخاصة في هذا الزمان المليء بالفتن ....
يا لطيف يا الله الطف بنا يا رحيم ....
وان من اكبر المواعظ التي توعظ بها القلوب هو القران الكريم كما قال تعالى :
"يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور " .
فكان حبيبنا المصطفى
يجلس مع اصحابه ليعظهم ويذكرهم ويرغبهم ويرهبهم بهذا القران .
قال أبو هريرة رضي الله عنه قلنا يا رسول الله ،مالنا اذا كنا عندك رقت قلوبناوزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة ، فإذا خرجنا من عندك وآنسنا أهلنا وأولادنا أنكرنا أنفسنا ولهونا ؟ فقال رسول الله
: " لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم " .
فبالقران الكريم اخواني ترق حتى الحجارة فما بالك بقلوبنا المفعمة بالاحاسيس والايمان ،
قال تعالى :" وإن منها لما يهبط من خشيه الله " البقرة
ولو خوطب بالقران صم الجبال لتصدعت من خشيته عزوجل :
"لو انزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ".
لذلك اخي الكريم احرص على ان لا يكون قلبك وهو مضغة لحم صغيرة أقسى من هذه الجبال التي تخاف من سطوة الجبار وبطشه
فعليك ان تتعظ ، ووترتدع وتسمع ايات الله فتخشع وتنيب وتلين
نعم اخي الكريم
لا تدع النار تلين قلبك بحرقه وعذابه ، بل رققه بتلاوة كتابه
ولينه واذبه بحب الله والبكاء من خشيته
نشكوا الى الله القلوب التي قست
وران عليها كسب تلك المآثم
من خشية المولى هوى الجبل الذي
بالطور لانت قسوة الاحجار
أولم يئن وقت الخشوع فلا
تغرن الحياة سوى مغرار
هكذا اخواني رقة القلب تنشأ عن الذكر والقرآن لأن ذلك يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه
انظروا لقوله عزوجل :
"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "
وقال ايضا :
" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله " الزمر
بذكر الله ترتاح القلوب
ودنيانا بذكراه تطيب
اخي الكريم :
كن من الذين ترق قلوبهم للقران واستجب لنداء الرحمن
" ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " ق
هل قرأتم سورة الكهف اليوم ؟؟
اخي الكريم
كن من الذين يفتحون المصاحف ويحلون ويرتحلون مع القران الكريم
اجعل لبيتك دوي كدوي النحل تشع نورا وتملا سعادة
رتل القران ترتيلا وقف عند عجائبه ، وابكي من عظاته ، وافرح ببشارته ، وامر بأمره وانتهي بنهيه ...
اخي الكريم
كن من المدمنون على تلاوة القرآن ، فإنه اعظم ما يتقرب به العبد الى الله تعالى من النوافل ، وكذلك استماعه بتفكر وتدبر وتفهم .
انظر الى جمال ما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه :
من أحب القران أحب الله ورسوله ، فمن احب شيء أكثر من ذكره ، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم .
وقال بعض السلف :
إذا اردت ان تعرف قدرك عند الله فأنظر إلى قدر القرأن عندك .
اخي في الله :
اقرأ القرآن وتدبر معانيه ، وتأثر بألفاظه ، وحرك به قلبك ، وارسل به مدامعك ، تأمل عبره ...
كن كالذين يعيشون أنداءه ، ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ، ويطلقون أكف الحب في كنوزه .
اخي الغالي أقرا وابكي وكن من عباد الله الصالحين الخاشعين :
" الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله " الزمر
سمعتك يا قرآن والليل غافل
سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها
وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
كن اخي الكريم كالصحابة رضوان الله عليهم يتلون الكتاب ويتاثرون بآياته فتلين جلودهم ، وتدمع عيونهم، وتخشع قلوبهم ، فيرفعون اكفهم لله ضارعين يسألونه قبول الاعمال ويرجونه غفران الزلات ، ويتشوقون الى ما عنده من النعيم المقيم .
اخي الكريم كن كأبي بكر رضي الله عنه
وكن كعمر بن الخطاب
لقد كانوا بكائين رضوان الله عليهم يسمع نحيبهم من وراء ثلاثة صفوف ...
اخواني الكرام
اين نحن من هؤلاء العظماء في عقولهم ودينهم الضعفاء لله ربهم
الخاشعين المترققه لتلاوة القران قلوبهم .
انظروا الى حالنا اخواني
لقد فسدت امزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين
فأصبحت التربيه معوجة ، والفطرة منكوسة ، والافهام سقيمة .
استبدل القران الكريم بالغناء والموسيقى والكتب الخليعة
فحل الفساد ، وكثر البلاء ، واضطربت المفاهيم , وفشلت العزائم
اعرف ان الكثير يستاء من هذا الكلام ، وقد يقول البعض يا ربي حتى الاغاني حرام ، طب ما نحن بنقرأ القران وبنسمع الاغاني شو فيها ؟؟
انا قول لكم اخى واختى :
لا يمكن ان يجتمع الحق والباطل في مكان واحد
والشيطان قوي ، فلا تعطيه المجال ليستقوي على ما فيك من الخير ،
بل قوي عزيمتك وايمانك وثبت قلبك بقرآة كتابه وتلاوته بخشوع .
وعندكم كل السبل متاحة لسماع المحاضرات الدينية والدروس الوعظية والاناشيد الدينية
والمساجد وتسمعون الاذان في كل الاوقات ، والقنوات الاسلامية وغيرها من السبل التي تحافظ على الثبات والصمود بوجه الشيطان ، اعاذني الله واياكم منه ، وصلى الله على سيدنا المصطفى وسلم ، واستغفر الله العظيم لي ولكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامحوني اخواني على الاطاله
وما تنسوني من دعواتكم