منـتــد ى الـبـــر كــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـتــد ى الـبـــر كــــة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النفسنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن مصر
مراقب عام المنتديات العامة
مراقب عام المنتديات العامة
ابن مصر


ذكر عدد الرسائل : 1046
تاريخ الميلاد : 01/09/1971
العمر : 52
العمل : محب للكمبيوتر
المزاج : ----------
رقم العضوية : 6
  : النفسنة C13e6510
تاريخ التسجيل : 08/02/2008

النفسنة Empty
مُساهمةموضوع: النفسنة   النفسنة Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 01, 2008 12:41 pm



كنت أجلس مع أحد الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث، عندما قال لي: كنا بالأمس في سيرتك. قلت له: خير.

قال: مررت بجمع من الكتاب والصحفيين كانوا يجلسون بالقهوة الشهيرة بوسط البلد، فسحبت كرسياً وجلست معهم، ووجدت الحوار محتدماً فيما بينهم، وبالمصادفة كنت أنت محور الحديث.

قلت مستغرباً: من كانوا؟ قال: فلان وفلان.. وأخذ يعدد أسماءهم. قلت له: جميل والله..كلهم أسماء معروفة، وإن كنت لم أتشرف بمعرفة معظمهم شخصيا.. لكن فيم كان احتدام الحديث؟ قال: كان الكاتب الصحفي المشهور فلان يمسك بصحيفة «المصري اليوم» ويقرأ لهم مقالاً لك عنوانه: «أزمة مرحلة عم الحاج» كان يقرأ وهو يرفس في الأرض من فرط الانبساط، ويطلق ضحكات عالية أثارت دهشة الموائد المجاورة،

ومن الواضح أن إعجابه بمقالك كان فائقاً، ويبدو أن موضوع المقال قد مس عنده وتراً.. المهم أن جانباً من الحوار بعد ذلك كان حولك وحول كتاباتك، والحقيقة أن جانباً منهم مدح، وعلي رأسهم هذا الصحفي، وجانباً آخر قدح. قلت له: ومن الذي يستطيع يا صديقي أن يرضي كل الناس؟.

بعد مضي أسبوع علي هذا الحديث كنت مدعواً في مناسبة اجتماعية لدي صديق، وهناك قابلت الصحفي المعروف الذي شرّفني بقراءة مقالي علي الملأ وهو يجلس بالمقهي وسط أصدقائه.

وللأمانة وجدت نفسي أشعر نحوه بامتنان، رغم كونه كاتباً محدود القيمة، وقلت لنفسي إن خلقه الرفيع يمكن أن يكون جسراً للمودة فيما بيننا، عوضاً عن كتاباته الضعيفة.

تقدمت منه لأسلم عليه وتولي أحد الأصدقاء تقديمنا لبعض فقال مشيراً إليه: الأستاذ فلان، فرددت بسرعة:طبعاً.. غني عن التعريف ثم صافحته بحرارة، وأكمل صديقنا التقديم فأشار إلي ونطق باسمي فوجدت الصحفي المعروف تلمع عيناه لثانية واحدة، ثم تنطفئان بسرعة وهو يغمغم بعبارة ترحيب باردة.

قال له الصديق المشترك وقد أدهشته «جليطة» الرجل: ألا تعرف فلانا (يقصدني أنا).. إنه يكتب بانتظام في الصحافة، فنظر إلي بتفحص وسألني: أين تكتب؟ فقلت له وأنا غير مصدق: بصحيفة كذا. فمال علي أحد المقاعد وجلس منجعصاً بشدة حتي حاذت مؤخرته ذراع المقعد، وأخذ صوته يخنفّ وهو يسألني: يعني فيم تكتب بالضبط؟. قلت وأنا أنظر في عينيه: أكتب في ركن المرأة والطفل، فلاحظت أنه ارتبك ولم يدر ما يقول، فأكملت: وأنوي في الفترة القادمة أن أتخصص في المطبخ، وأكتب عن المحاشي وبالذات ورق العنب.. ثم أعطيته ظهري وابتعدت.

عندما خلوت إلي نفسي بعد ذلك ثارت في داخلي تساؤلات عديدة حول النفس البشرية وعجائبها، وذكرت قول الله «ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها» وأذهلني سلوك هذا الرجل الذي كان علي طبيعته مع أصدقائه بالمقهي، وسمح لنفسه أن يبدي إعجاباً بكاتب معين، ثم عندما التقي بذات الشخص بعد أيام أنكر أنه يعرفه أو سبق أن قرأ له أو حتي سمع باسمه.

أنا لا أقصد من هذا الحكي أن أمنح نفسي أهمية، ولست نجماً حتي أفترض أن يعرفني الناس، ولا أفترض فيمن يقرأ لي أن يكون رأيه عني إيجابياً. من حق قارئي أن يسخط علي وأن يمقتني حتي. لكن هذا الشخص بالذات ليس فقط يعرفني، وإنما يعرفني جيداً، ولا يخفي أمام أصدقائه موقفه الطيب مما أكتب. فلماذا تظاهر بأنه يسمع بي للمرة الأولي؟ وما الفائدة التي جناها عندما ارتدي قناع اللورد كرومر، وتظاهر بأنه لا يقرأ للنكرات من أمثالي؟ هل تراه انتشي وانشكحت نفسه من الداخل وهو يحاول أن يواري إحساسه الدفين بالضآلة وعدم الاستحقاق؟ إنني أتمني من كل قلبي أن أكون قد أسهمت في علاجه!

علي النقيض من هذا الموقف المريض، كانت المفاجأة التي صادفتها بصحيفة «الدستور» يوم الخميس ١٤ فبراير الماضي، عندما قامت الصحيفة باستطلاع رأي مائة شخصية عامة من الأدباء والكتاب وأهل الرأي عمن يحبون، ويكون قد ترك أثراً لديهم.. فوجئت بالكاتبة العظيمة ذات الموهبة والاستقامة الفكرية والنفسية الأستاذة صافي ناز كاظم تجيب: فلان.. مؤلف كتاب «مصر ليست أمي..دي مرات أبويا»..
وذلك علي الرغم من أنها لا تعرفني وأنا لا أعرفها إلا بحسباني قارئا لإبداعها الراقي. حتي إن الصديق الكاتب بلال فضل عندما سألني: هل قرأت ما كتبته عنك صافي ناز كاظم؟ قلت له: والله يا بلال أنا في غاية الخجل من نفحة الكرم التي قدمتها لي كاتبة مبدعة لا تعرفني، ورغم هذا تحدثت عني بهذه المودة بعد أن قرأت كتابي، فكان رد بلال الجميل: هي دي عظمة صافي ناز الحقيقية..الصدق والنفس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النفسنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـتــد ى الـبـــر كــــة :: منتديات الاسرة و المجتمع :: منتدى المجتمع-
انتقل الى: