تبت يدان
يدك التي سرقت
وأخرى
صادرت منا الأمان
مت يا جبان
مت في متاهات القلق
يا أيها الوغد الذي لم يبك يومًا
في وداع من احترق
يا من عصرت الناس عصرًا
كي يجف رحيقهم
وترحب الأجسام بالنيران
أو تهوي لتنجو بالغرق
مت في متاهات القلق
فالكل ينتظر الخلاص
لا فرق بين الموت محترقين
أو نهشًا بأسنان الرصاص
الناس ماتت في القطار وفي البحار وفي الهواء
الكل في وطني سواء
حتى الذي ما مات بعدُ
يلوكه فكُ الشقاء
وغدًا تحاصرك الحناجر صارخات بالرحيل
كل المساكين الذين حصرتهم
وحصدت جيلاً بعد جيل
كل الشموس ستزدريك من الشروق إلى الأصيل
كل الذين تشبثوا بالعيش في وطنٍ جميل
فجري ونصري قادمان
يا كل مأجورٍ جبان
فالغادة البيضاءُ أضحى مهرها نهر الدماء
ومخابئ الغيلان في عرض الطريق
يبغون ذبح الخاطبين الأوفياء
حتى السعالي أنشبت أظفارها
في كل من يهفو إلى بر الخلاص
على شراعٍ من رجاء
وأنا خرجت بكل أبنائي لأدفع حصتي في كبرياء
فارحل بعيدًا أو فمُت رعبًا فلن
يبكي عليك ترابُ أرضي
لا
ولن تبكي السماء