حرب الفرقان..في ذكراها الأولى

مع مطلع يوم السبت 27 ديسمبر 2008م عاش قطاع غزة مأساة إنسانية ليس لها مثيل في التاريخ الحديث، ذلك اليوم الأسود على مليون ونصف مليون يقطنون قطاع غزة المحاصر ، في دقائق معدودة كان نصف الطيران الجوي الصهيوني يحلق على أراضي غزة ينتظر لحظة الصفر ليرمي بقنابل ظلمه وغطرسته على تلك البيوت الآمنة ، فضربت هنا وهناك بلا أي عقلانية ، لم تفرق بين كبير وصغير أو عسكري ومدني أو بشر وحجر .

المأساة لم تقتصر على الحرب الصهيونيةوالقصف المتواصل على القطاع لمدة 23 يوماً متواصلاً ،
وإنما امتدت للحصار والتخاذل العربيوالدولي ؛ وهو التخاذل الذي فضح الوجه القبيح للديمقراطية الغربية المزيفة التي وقفتمتفرجة، بل ومؤيدة للإجرام الصهيوني. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
دخلت إسرائيل حرباً مجنونة على شعب أعزل كل طموحه أن يعيش بوطنه في سلام ، فصبت جام غضبها على هذا الشعب وقالت أنه لن يصمد لأكثر من 3 أيام فحسب ، لكن توقعاتهم باتت بالفشل ، فلقد قذف الله الطمأنينة في قلوب المؤمنين كما قذف الرعب في قلوب الجنود الصهاينة ، فبات الصهاينة متخبطين في أنفسهم لا يعرفون ماذا يفعلون في ظل هذا الصمود الأسطوري الذي لم يكن بحسبانهم ،

هذه الحرب القذرة التي شنهاالاحتلال الصهيوني حفرت ذكريات لا تُنسى في دفتر قطاع غزة.
تقول أم العبد التي فقدت ثلاثة من أبنائها هم: عبد العظيم (26 عامًا)، وياسمين التي أنهت 15 ربيعًا، وشيماء ذات التسع سنوات في ذكرى مرور عام على المجزرة البشعة: “أفتقدهم في كل لحظة، فصورهم لم تغب عن خيالي“.
وتضيف بصبر وجلد: “لن تجدد الذكرى أحزاني، فلم يعد متسع في قلبي لذلك، فلو فرح العالم بأسره سأبقى حزينة“.
ويقول الحاج يوسف المجدلاوي (75 عاما) من قرية سمسم المحتلة عام 1948 “لم نر في عمرنا مثل هذا العدوان، فهذه الحرب كانت سافرة وهمجية ومتخبطة ، عايشت النكبة والنكسة والحروب جميعها لكن لم أشاهد في حياتي مثل هذه الحرب المجنونة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة على مدار 22 يوما، أشعر بالانتصار والافتخار بعد انتهاء الحرب لأن إسرائيل لم تحقق ما كانت تريده وخسرت أمام المجاهدين”.

إحصائيات الحرب:

حرب غـزة .. خلفت وراءها الدمار ، الركام ، الشهداء ، الجرحى ،الاسرى ، الخذلان العربي والإسلامي .

*عدد الشهداء :أكثر 1440 شهيدا

بينهم 431 طفلا، و114 امراة

*عدد الجرحى : أكثر من 5380 ، استشهد عدد كبير منهم بعد الحرب.

بينهم 1872 طفلا، و800 امراة.

*البيوت المدمرة :تدمير 14 الف منزل.

*تدمير المباني الخاصة : 68 مؤسسة حكومية ، و 95 مسجد ، و31 مقرا لمنظمات غير حكومية، و53 مؤسسة تابعة للامم المتحدة، و60 مؤسسة صحية، بما في ذلك 15 مستشفى تعرضت للقصف، وتدمير 29 سيارة اسعاف، واستشهاد 16 من افراد الطواقم الطبية، وجرح 22 آخرين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
استخدام الأسلحة المحرمة دولياً:
وقد إتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إسرائيل باستخدام الاسلحة الفسفورية والتي تصيب بحروق مؤلمة وقاتلة ومن الصعب الابتعاد عنها. وقد نشر موقع تيمزاونلين البريطاني صورة في تاريخ 8 يناير 2009 صورة لجندي إسرائيلي يقوم بتوزيع قنابل تحمل الرمز “M825A1” وحسب أدعاء الصحيفة أن هذا الرمز يعني قنابل أمريكية من الفسفور الأبيض.
قائمة الاسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
• طائرات الاباتشي
• طائرات F16 وطائرات F15
• الاسلحة الفسفورية
• دبابة الميركافا و ناقلات الجند
• البوارج الحربية
• البرمائيات
• طائرات الاستطلاع
المواقف وردود الفعل لحرب غـزة:
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في كلمة ألقاها على قناة الأقصي الفضائية بعد القصف: أن حماس لن ترفع الراية البيضاء وسيصمد الفلسطينيون ولن يتنازلوا عن أي حق من الحقوق الفلسطينية ولو أبيد كامل الشعب الفلسطيني[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قام وزير الخارجية المصري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بلوم حماس وكما قام بتحميلها مسؤولية ما يحدث في غزة، حيث قال في تصريح له لوكالات الأنباء “قامت مصر بتحذير حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بهذا الأسلوب” كما أضاف قائلاً: “فليتحمل اللوم هؤلاء الذين لم يولوا هذا التنبيه أهمية” قاصداً حماس
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى:
“ما يحدث في غزة هو عبارة عن مجازر تستهدف الأطفال، ويجب اتخاذ موقف حازم إزاءها في القمة العربية المقبلة“.
محمود عباس قبل بدء المجازر الإسرائيلية:
“أعتقد أن القاعدة موجودة في الأراضي الفلسطينية وتحديدا في غزة، والذي جاء بالقاعدة حركة حماس والذي يساعدها على الدخول والخروج بالطرق المعروفة هو حركة حماس“.
انتهـت حـرب غـزة .. انتهت مع كل ما خلفته من دمار لكنها أبداً ما استطاعت أن تكسر صمودنا أمام غطرسة ذلك الجندي المتعجرف بسلاحه المتطور ، انتهت حرب الفرقان بانتصار المجاهد الفلسطيني ، بانتصار الطفل الفلسطيني ، بانتصار المرأة الفلسطينية الصابرة ، بانتصار الإرادة الفلسطينية .
رسـالة أخيرة لابد من قولها :
تصر مصر والحثالة التي يحكمونها أن يثبتوا للعالم أن في مقدمة الخونة للقضية الفلسطينية ، ففي ذكرى حرب غـزة نرى تلك الغطرسة المصرية تؤدي دورها الخياني بامتياز ، فها هي مصر تشرع في بناء الجدار الفولاذي لتفصل حدودها مع غـزة وتمنع الحياة عن سكانها ، فنقول يا أهل مصر ، يا علماء مصر .. اتقوا الله في غـزة.