منـتــد ى الـبـــر كــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـتــد ى الـبـــر كــــة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زفاف في الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شهيدة
مراقب عام منتديات الأسرة والمجتمع
مراقب عام منتديات الأسرة والمجتمع
شهيدة


انثى عدد الرسائل : 1397
رقم العضوية : 59
  : زفاف في الجنة C13e6510
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

زفاف في الجنة Empty
مُساهمةموضوع: زفاف في الجنة   زفاف في الجنة Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 09, 2009 7:56 pm

الحمدلله رب العالمين،والصلاةوالسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..

الحديث عنالنعيم المقيم والإيمان الراسخ بالمنزل الكريم من الغفور الرحيم هو سلوة الأحزان،وحياة القلوب، وحادي النفوس، ومهيجها إلى القرب من ربها ومولاها ..

الحديث عنالنعيم والرضوان لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس، عزت دار الفردوس من دار، وجلفيها المبتغى والمرام، دار وجنان تبلغ فيها النفوس مناها، قصور مبنية طابت للأبرار،غرسها الرحمن بيده، وملأها برضوانه ورحمته، وموضع السوط فيها خير من الدنيا ومافيها ..

أخي الحبيب ..

المسلم في كل أحواله لا يفكر إلا بالجنان، يصلي منأجل رضا ربه ودخولها، يصوم الهواجر طلبا لها، يبذل الخير أينما كان من أجل أراضيالجنان، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الطائع والعاصي يتمنى أن تكون الجنة هي المقام، جعلها أناس نصب أعينهم يتذكرونها في أفراحهم وأحزانهم، وشغلهم وفراغهم، وفيسفرهم وإقامتهم، لأنهم قرءوا في كتاب ربهم : {ونودوا أن تلكمالجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} [ الأعراف:43 ] .

وفي يوم القيامة،يوم الحسرة والندامة، يقف العالم بأكمله وقفة ما أشدها من وقفة، وقفة تحمل الخوفوالرجاء، والنور والظلام، تحمل الألم والأمل، إنها وقفة تحمل دعاء واحدا : اللهمسلم سلم.. اللهم سلم سلم. وبعد الفصل بينهم تعلن أسماء الفائزين والفائزاتوالخاسرين والخاسرات {فمن زُحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فازوما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [آل عمران:185] .

تخيلوا أيهاالمؤمنون ذلك المؤمن كان في خوف وهلع، فيؤمر بدخول الجنان والخلود فيها، ويفرحبالنجاة من لهيب النار وحرها. ثم هاهو صاحبنا يطأ أرض الجنان، وينتقل في رياضها معالمتحابين، ويدخل حدائقها نزهة المشتاقين، وينظر لأول مرة إلى تلك الخيام اللؤلؤية وهي منصوبة على ضفاف الأنهار في أرض خضراء، ومناخ بهيج، ورائحة أزكى من المسكوالزعفران، ثم يمعن النظر فيرى قصرا مشيدا به أنوار تتلألأ، وحوله فاكهة كثيرة لامقطوعة ولا ممنوعة، تخيلوا أيها الأخوة شعور ذلك المؤمن في هذه اللحظات، ويعلم أنهخالد مخلد في ذلك النعيم .

أخي المسلم :

مع الشعور الذي يجده ذلك المؤمنفثمة أمر ينتظره يسعد به سعادة ويفرحه زيادة زيادة، فثمة أناس في الجنة خلقهن اللهمن أجل ذلك المؤمن وأمثاله، وزينتهن في أجمل زينة، لتزف إلى زوجها. قال الله عنهن : {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } [ الرحمن : 56 ] ، وقال عنهن : { كأنهن الياقوت والمرجان } [ الرحمن:58]، ووصفهن ربهن فقال : { كأمثال اللؤلؤالمكنون } [ الواقعة : 23 ] ، ووصف نشأتهن وهيئتهن فقال : { إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكارا ، عربا أترابا } [ الواقعة : 35 – 37 ] .

وجوههن جمعت الجمال الباطن والظاهر من جميع الوجوه، فيالخيام مقصورات، وللطرف قاصرات، لا يفنى شبابها، لا يبلى جمالها، ولو اطلعت إحداهنعلى الدنيا لملأت ما بين السماء والأرض ريحا، وعطرا، وشذا، ولطمست ضوء الشمس كماتطمس الشمس ما في النجوم من ضياء، راضيات لا يسخطن أبدا .

ناعمات لا يبأسنأبدا، خالدات لا يمتن أبدا، جميلة حسناء، بكر عذراء كأنها الياقوت، كلامها رخيم،وقدها قويم، وشعرها بهيم، وقدرها عظيم، وجفنها فاتر، وحسنها باهر، وجمالها زاهر،ودلالها ظاهر ..
كحيل طرفها *** عذب نطقها
عجب خلقها *** حسن خلقها


كثيرةالوداد عديمة الملل، أيها الأخوة جمالها لا تتخيله العيون، ورائحتها، وملبسها،وجمال كلامها لا يخطر على قلب. فتعلم هناك - وهناك فقط - أن فيها ما لا عين رأت ولاأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وفي لحظات الجنان وبينما ذلك المؤمن ينعم ويمشي علىبساط الجنة متنقلا ما بين حدائقها، وخيامها، وأنهارها وإذا به ينظر نظرة أخرى لذلكالقصر المشيد بأنواره المتلألئة وخضرته الناضرة، عندها يبشر المؤمن أن أقبل، فهذاقصرك، وداخله زوجتك تنتظرك منذ أن كنت في الدنيا، فينطلق إليها وتنطلق إليه في أجملزفاف بينهم، السندس والإستبرق لباسهما، والذهب واللؤلؤ أساورهما، فتقبل إليهونصيفها على كتفها خير من الدنيا وما فيها، فيتعانق الحبيبان عناقا لا تمله ولايملها، ويجلسان في ظل ظليل بين الأشجار والرياحين، ومن حولهم أكواب موضوعة فيتبادلان كؤوس الرحيق المختوم، والتنسيم، والسلسبيل، وكأس من خمر لذة للشاربين،فيجلسان على تلكم البسط الحسان، ويتكئان على تلكم الوسائد المصفوفة، وتتوالى عليهمومن بينهم المسرات، والخيرات، والإحسان، والمكرمات فيقولون : { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور } [ فاطر:34 ] .

إنه عرس زفاف في هدوء ورضا يغمره السلام، والاطمئنان، والود،والأمان، ويبلغهم ربهم السلام : { سلام قولا من رب رحيم } [ يس:58] والملائكة يقولون لهم : {سلام عليكم بما صبرتم فنعمعقبى الدار } [ الرعد:24 ] .

في هذا الجو العابق وهم على الأرائك متكئونيرون أنهار الجنان تتدفق من بينهم، أنهار، من ماء ولبن، وأنهار من عسل مصفى، وأنهارمن خمر لذة للشاربين. يرون فاكهة كثيرة فيأكلون، ولحم طير مما يشتهون فيتلذذون .

فأبدانهم متنعمة بالجنان، والأنهار، والثمار، وقلوبهم متنعمة بالخلود والدوامفي جنة الرحمن .

بعد ذلك تطيب الجلسة بينهم على ضفاف أنهار العسل فيتبادلانأجمل الأحاديث والذكريات في حب ونظرات ..

وأترككم مع ابن الجوزي، ليصف لكم جلسته وحديثه فيقول :

" إن الحور العين تقول لولي الله وهو متكئ على نهر العسل وهيتعطيه الكأس وهما في نعيم وسرور : أتدري يا حبيب الله متى زوجني الله إياك؟ فيقول : لا أدري ! فتقول: نظر إليك في يوم شديد حرّه وأنت في ظمأ الهواجر فباهى بك الملائكة وقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبدي، ترك شهوته، ولذته وزوجته وطعامه وشرابه، رغبةفيما عندي، أشهدكم أني قد غفرت له. فغفر لك يومئذ وزوجني إياك " .

فيا سبحانالله بصيام يوم شديد حرّه يتلذذ ذلك المؤمن وزوجته على ضفاف أنهار العسل، فهذا زفتعروسه لصيامه، وآخر لخشيته لربه وإشفاقه، وتزف العروس لأصحاب القلوب المتعلقةبالمساجد، تزف العروس للمنفقين سرا وجهرا، تزف العروس أيها الإخوة للذين يجتنبونكبائر الإثم والفواحش، تزف العروس لأهل القرآن الذين يرتقون في الجنان، تزف العروسللذين هم لفروجهم حافظون، ولأماناتهم وعهدهم راعون، تزف العروس لعيون طالما نفرتدموعها خشية من ربها، تزف لأجساد وقلوب وهبت نفسها لله، تزف لأهل التوبةوالاستغفار، تزف العروس للعفيف المتعفف، والضعيف المتضعف، والمتواضع ذي الطمرينالمدفوع بالأبواب، تزف العروس لتارك المراء ولو كان محقا، وتارك الكذب ولو كانمازحا، تزف لمن حسن خلقه، وكظم غيظه، وعفا عمن ظلمه، تزف لمن أفشى السلام، وصلىبالليل والناس نيام، الله أكبر أهل الجنان والحور أقوام آمنوا بالله وصدقواالمرسلين : { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتمتعملون } [ الأعراف : 43 ] .
فيا خاطب الحسناء إن كنت باغيا *** فهذا زمان المهر فهو المقدم
وكن مبغضا للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد *** تفوز بعيد الفطر والناسصوم


أخي: كلنا نريد أن تزف إلينا تلكالعروس فلماذا تضيع من بين أيدينا بلذة ساعة ومتاع دنيا ؟

محروم محروم منشرب الخمر في الدنيا وحرم نفسه شربها مع زوجته في الجنة، محروم محروم من انتهكالأعراض بالزنا وحرم نفسه التلذذ بالحور في الآخرة، محروم محروم من استمع إلىالغناء في الدنيا وحرم نفسه سماع غناء الأشجار مع زوجته في الجنان .

يقولابن عمر رضي الله عنهما : " والله لا ينال أحد من الدنيا شيئا إلا نقص من درجاتهعند الله وإن كان عنده كريم ). ويقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر : " بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة " ، وقبل ذلك يقول ربنا عز وجل : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلناله جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئككان سعيهم مشكورا } [ الإسراء:19،18 ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زفاف في الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـتــد ى الـبـــر كــــة :: المنتديات الأسلامية :: منتدى الموضوعات الدينية-
انتقل الى: