- استعدادات خاصة لأمهات الشهداء لزفِّ أبنائهن إلى الحور العين
- سرادق كبير للتهاني وتوزيع الحلوى والمشروبات من الشقيقات
- الآباء فرحون والجيران يتبادلون التهاني على أمل اللحاق بهم
غزة- كارم الغرابلي:
"فداك للوطن يا ولدي".. بهذه العبارات ودَّعت المئات من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة جثامين أبنائهن الشهداء؛ الذين خضَّبوا بدمائهم ثرى غزة دفاعًا عنها ضدَّ العدوان الصهيوني، الذي طال الأخضر واليابس، وأسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف من المواطنين الفلسطينيين بين طفل وامرأة وشيخ وعجوز.
وكان أكثر من 1400 مواطن فلسطيني استُشهدوا في العدوان الصهيوني على قطاع غزة؛ كان من بينهم 450 طفلاً و 100 من النساء، وتتزين شوارع غزة بالعشرات من أعراس الشهداء، وسط إقبال جماهيري واسع فيما يلفت انتباهك تعالي أصوات الأناشيد الإسلامية التي تزهو وتمجِّد المقاومة.
وعادةً ما تتحوَّل جنازات الشهداء في قطاع غزة إلى أعراس وأفراح، رغم دموع الأحزان والفراق، وتشهد غزة هذه الأفراح يوميًّا منذ انتهاء العدوان العشرات من أعراس الشهداء الذين خضبوا بدمائهم ثرى غزة دفاعًا عنها من العدوان الصهيوني.
ورصد (إخوان أون لاين) بعض هذه الأعراس التي أضحت من أمنيات الشباب الفلسطيني في غزة:
|
النساء يرتدين الأبيض فرحًا بالشهيد |
فما إن طلَّ جثمان الشهيد "بهاء زياد الغرابلي" أحد مقاومي القسام على رأس شارع منزلهم بالقرب من حي الشجاعية شرق غزة قادمًا من مشفى الشفاء وسط هتافات التكبير؛ حتى انطلقت طلقات الرصاص مزغردةً في السماء، معلنةً بدء العرس، فيما ضجَّ المكان بزغاريد العشرات من النسوة الممزوجة بدموع الحزن والفرحة في آنٍ واحدٍ على فراق الشهيد؛ الذي سطَّر بسلاحه أروع البطولات في ميدان المعركة ضدَّ الكيان الصهيوني.
وما إن دخل جثمان الشهيد عتبة الدار- وبتعبير عن لوعة فرحتها لاستشهاد نجلها الذي لطالما ألحَّ على الله بالشهادة- ارتمت أم رفعت على جثمان نجلها الذي تخضَّب بالدماء بفعل قصف صهيوني، وهي هائمة تبكيه وتقبِّل وجهه المشرق مردِّدةً: "فزتَ وربِّ الكعبة يا بني..".
وبمزيد من الصبر والصمود والتحدي قالت أم الشهيد فيما تلتف حولها العشرات من النسوة وملامح الصمود بدت على وجهها: "مبارك عرسك وزواجك من حوريات الجنة يا ولدي.. كم تمنيت الشهادة وامتشقت السلاح لتنالها!!".
وتقول أم الشهيد لـ(إخوان أون لاين) وهي في غمرة وداعه: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك بهاء السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلاً يمكن أن يسير في طريق الجهاد".