بعد إسراء عبد الفتاح .. أزمة إسراء عبد اللطيف

قررت نيابة الدخيلة حبس 9 من أولياء أمور التلاميذ الذين ألقت الشرطة القبض عليهم الأربعاء الماضي أمام مدرسة الجزيرة في حي العجمي بالإسكندرية وكان الأهالي في طريقهم برفقهم أبنائهم إلي المدرسة وفوجئوا بعدم تنفيذ الأمن للحكم القضائي الصادر من محكمة القضاء الإداري بإلغاء قرار محافظ الإسكندرية بغلق المدرسة، واستئناف الدراسة فيها من جديد.

فنظموا وقفة احتجاجية أمام المدرسة وفوجئوا بقوات الشرطة تنهال عليهم ضرباً بالشوم والعصي الكهربائية وألقت الشرطة القبض علي 23 منهم، وقررت النيابة حبس 9 منهم أمس الأول، لمدة 15 يوماً هم: أيمن قنديل ومحمد عبدالصمد وحسين عزالدين وماهر أحمد عبدالغفار وحسام منير وهشام منير ومحمد عبدالوهاب وعبدالله بخيت وحمادة عبداللطيف، وأصيب الأخير بشلل رباعي بسبب اعتداء الأمن عليه ورفضت الشرطة حراسة أمنية مشددة عليه بالعناية المركزة بالمستشفي الميري حيث يرقد بين الحياة والموت. كما قررت النيابة حبس حسام الوكيل مراسل جريدة «الدستور» 15 يوماً وأخلت سبيل محمد داوود وعمرو بدرالدين بعد أن تبين للمحققين أنهما قاصران.

وذكرت جريدة البديل أن مركز ضحايا لحقوق الإنسان بالإسكندرية عقد مؤتمراً صحفياً، مساء أمس الأول، تناول الاعتداءات التي تعرض لها التلاميذ وأولياء الأمور علي يد رجال الأمن وفي بداية المؤتمر اختلطت كلمات إسراء تلميذة الصف الخامس الابتدائي بدموعها ودموع الحضور وقالت إسراء: «بابا حمادة إبراهيم عبداللطيف كان شايل أختي الصغيرة وأنا كان ما سكني باليد التانية وروحنا المدرسة وكانت ماما معانا ولما وصلنا منعونا من الدخول واتجمعوا حولين بابا وخطفوا أختي من علي ذراعه ورموها علي الأرض وفضلت أنا ماسكة في إيد بابا».

تصمت إسراء لتتذكر تفاصيل الاعتداء الذي أصاب والدها بشلل رباعي نتيجة قطع في الحبل الشوكي، وتضيف: «ضربوا بابا بظهر المسدس علي راسه وأنا كنت بصرخ وأقول سيبوا بابا.. حرام عليكوا.. وجابوا شوم وفضلوا يضربوه لغاية ما وقع وساب إيدي.. وبقي مش حاسس بحاجة.. وهما كانوا شايفينة بيدوخ ويقع علي الأرض وفضلوا يضربوه»، ولم تتمكن إسراء من إكمال حديثها بعد أن غلبها البكاء، لتكمل والدتها: «وصلنا إلي المدرسة فقال لي أحد الضباط امشي من هنا يا..، فقلت له.. حرام عليك ليرد: أنا عندي أوامر أعتقل ستات ورجاله.. ولو حسني مبارك نفسه جه المدرسة مش هتتفتح تاني»، وتضيف: «رأيتهم يجردون زوجي من ملابسه بعد أن فقد الوعي وانهال عليه مقدم شرطة وعدد من المجندين بالأحذية والشوم وكعوب المسدسات وحين حاول أحد أولياء الأمور الدفاع عنه ألقوا القبض عليه».

وقال د. علاء الوليلي، الطبيب المعالج لحمادة: «علي مدار 24 عاماً قضيتها في مهنة الطب لم أر حادثاً كهذا.. فقطع الحبل الشوكي غالباً ما يكون نتيجة حادث سيارة كبيراً أو الوقوع من الأدوار العليا». وأضاف: «أجرينا لحمادة عمليتين حتي يتمكن من تحريك كتفه.. ولكنه سيظل مشلولاً ما بقي له من العمر وحالته تشبه حالة الشهيد الشيخ أحمد ياسين». وقال طارق إبراهيم عبداللطيف، شقيق المصاب، «إن سبب تعذيب حمادة علي هذا النحو هو اعتراضه علي «جرجرة رجال الأمن لإحدي السيدات من أولياء الأمور من قدميها في الشارع»
وينظم عدد من الصحفيين بجريدة «الدستور» وصحف أخري وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام نقابة الصحفيين للمطالبة بالإفراج عن مراسل الدستور بالإسكندرية حسام الوكيل الذي تم إلقاء القبض عليه، الأربعاء، في مظاهرة لأهالي تلامذة مدرسة الجزيرة بالإسكندرية، وأصدرت نيابة الدخيلة بناء علي تعليمات المحامي العام لنيابات غرب الإسكندرية قراراً بحبسه ومعه 11 آخرون لمدة 15 يوماً علي ذمة التحقيق في المحضر رقم 11758 لسنة 2008 إداري الدخيلة.
فيما تقدمت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ببلاغ إلي النائب العام قالت فيه إن الواقعة تعد مخالفة لنصوص الدستور وقمعاً لحرية الصحافة.