وترجل الفارس .. العالم الرباني ماهر عقل

إنه

فارس الكلمة وفارس الحق .. فضيلة الشيخ ماهر عقل – رحمه الله رحمة واسعة - ، فارس في مجلس الشعب عرف عنه زملائه القوة في الحق والصلابة في الرأي .. ولين الجانب في تعاملاته الشخصية وروحا مرحة مع وقاره وهيبته بالعمامة الأزهرية واللحية البيضاء النقية.

هكذا وصفه زملائه بمجلس الشعب .. كان قويا في كلمة الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، كان نموذجاً للادب بل هو أبو الأدب وشيخ الحكمة، ونحسب الشيخ شهيداً – ولا نزكي على الله أحدا- فقد مات مبطاوناً ، وقد روي عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن المبطون شهيد.

لقد جمع الله لشيخنا مقامات كثيرة منها مقام القرآن، مقام الدعوة إلي الله، مقام الإصلاح فنحسبه من المجاهدين المصلحين ونسأل الله أن يلحقنا به علي خير.

وحسب روايات المقربين من الفقيد فقد كان صائماً يوم الخميس – يوم الحادث وعادته أن يصوم الاثنين والخميس – فقد توجه أحد أعضاء الكتلة إليه ليوقظه لتناول طعام السحور فيقول " وجدته واقفا بين يدي الله يتهجد !! " يا له من موقف ويالها من خاتمة .. أن تكون آخر لياليك في الدنيا وأنت واقف بين يدي خالقك تناجيه .. تذرف الدمع في تذلل وانكسار .. أنا عبدك يارب فأقبلني .. أنا عبدك فأرحمني .. أنا عبدك فأغفر لي، أن تطيل السجود ، ترجو رحمة ارحم الراحمين .. وتطلب صفح الغفور الرحيم ..

ويتابع زميله " تناول معنا طعام السحور وانطلقنا بعد ذلك لحضور جلسات المجلس، وعلمنا أنه أثناء عودته منفردا دون سائق على غير العادة - فهي أقدار الله تسير- تعرض الشيخ لحادث سير نقل على إثره للمستشفى ثم لقي ربه وهو صائم صباح يوم الجمعة بعد أن منعه الطبيب من تناول أي طعام لعلة صحية ليفطر عند ربه .. ليفطر عند بارئه ".

وقد روى شهود عيان حين شاهدوا الحادث ونقلوه إلى مستشفى أبوحماد المركزي أنه كان يرفع أصبع السبابة بيده اليمنى ويحمد الله بتأوهات ويتمتم بكلمات غير واضحة وبالرغم من شدة آلامه فقد كان صابرا محتسبا لم يتفوه الإ بذكر الله وحمده راضيا بقضاء الله وقدره .. رحمك الله يا شيخنا الجليل وأسكنك فسيح الجنان، ورزق أهلك وإخوانك وذويك الصبر والسلوان.

هذا وقد أدى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها صلاة الغائب على روح الفقيد ففي مكة المكرمة أدى أحباب الشيخ صلاة الغائب على روحة بالمسجد الحرام وفي و ولاية نيوجيرسي بامريكا حيث أسلم على يديه الكثير صلوا عليه صلاة الغائب وأقاموا سرادق خاص للعزاء.

ونحن في موقع " الشرقية أون لاين " إذ ننعي للأمة شيخنا رحمه الله، ننعي لها فقداننا لصوت طالما جهر بالحق ودافع عن المظلومين وقاوم الظالمين، عمل لله وجاهد في سبيله ابتغاء نصرة هذا الدين، فالرجال كثيرون .. ولكن قليل منهم من يترك أثرا في هذه الحياة، يمضي الزمان وتدور الأيام ويحيا اناس ويموتون ولا يعرف الناس لهم جميلا، لكن شيخنا رحمه الله كان سباقا إلي الخير متواضعا يرغب الجميع في مجالسته ومخالطته .

فنسأل الله له رحمة واسعة، وأن يلحقنا به علي خير، وأن يجمعنا به في مستقر رحمته مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا

وبعض صور لجنازة الفقيد

.






.













.





.



.

.


.






.




.