بالطبع نحن لسنا ملائكة، لنا مشاعر، لنا طاقة لنا حدود للتحمل، نحلم نثور، نتقابل ونتنافر، والأرواح جنود مجندة من تعارف منها أئتلف ومن تناكر منها اختلف، إلاان منا من ينصب نفسه حكما على البشر فيقول هذا تقاطع فلا توصل وهذا تعادى فلا تصادق، وهذا لا تستحق الحديث معها فيكون الفجور فى الخصام والاستمراء فى العداوة والقطيعة، فهل انت من هؤلاء، ممن إذا خاصم فجر وإذا عادى قطع وإذا استشعر القدرة والعلو على غيره بطش وتجبر، رغم أنه فى الظاهر ومع من يحب ذو ابتسامة ومرح ومشى فى حوائجهم وذو لسان منبسط لين وسهل.
إن كنت كذلك فاعلم أنها اية المنافق وارجع عما انت فيه وصوب خطأك واقطع الخصام وانشر الوصال فلسنا مخلوقين للتدار وإنما للتواصل والتعارف والتحاب وان يكون كل منا فى حاجة الاخر فلا تنتقى الاحباء وتلقى بمن حكمت عليهم بالهجر وراء ظهرك، فإن كانوا ألموا بذنب فلست أقوى من الله الذى يغفر الذنوب رغم قوته وقدرته، وإن كانوا يضمرون لك العداء فعاملهم بظاهر الإحسان وادفع السيئة بالصفح والغفران فإن لم تستطع فعليك بعدم الاحتكام ولكن دون الخصام، إن طبيعة من حولنا توحى لنا بيسر القطيعة والفجور فى الخصام والله يأبى على البشر أن يكونوا وحوشا فى غابة، نحن فى حاجة لرضا الله، ورضاه لايتأتى إلا بعمل صالح والعمل الصالح لا يرفع مع الخصام، فهل تنقذ عملك من السقوطفى هاوية هبوط الأعمال؟ وهل تنجو بحسناتك من اقفاص العداوة؟ وتزيدها بالتواصل بالتواصل ودفع القطيعة مهمت كانت الأسباب؟ إنك حينئذ تعالج نفسك وتطلقها من اسر الهوى والكبر والعلو والعجب بالنفس والعناد وتجعلها ترفرف بحق فى ساحة رضا الرحمن