أرجوا ألا ننساهم ......

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما نسمع أخبار الاعتقالات -وما أكثرها هذه الأيام- ما أول ما يخطر ببالنا؟
قد يختلف ما نفكر فيه مثل:

ما أعظمه من شرف...الإيذاء في سبيل الله..
يا نهار......ماذا ينوون أن يفعلوا بنا هؤلاء الـ....
لاحول ولاقوة إلا بالله...منهم لله...ضيعوا مستقبل الطلبة
ياه....طيب أجهز نفسي وأفرغ بيتي من أدلة الإدانة وأنتظر دوري

والكثير من ردود الأفعال الأخرى....بل ربما يفكر أحد منا في كل هذه الردود مجتمعة وأكثر منها...
الشئء الوحيد الذي يجب أن نتفق عليه هو الدعاء لهم بالثبات والفرج ولأسرهم بالصبر وبأن يحفظهم الله ويرد إليهم غائبهم

هل تخيلت واحدة منا نفسها في هذا الموقف العصيب؟
لقد قابلت في الأيام الأخيرة بالصدفة بعض من اعتقل أزواجهن....فكنّ صابرات...شامخات...بل وربما مبتسمات فامتلأ قلبي بالاطمئنان وقلت في نفسي: الحمد لله...هكذا هي الروح المطلوبة ...بارككن الله..
لكن معاييري كلها انقلبت عندما زرت إحداهن في بيتها اليوم وأمضيت معها بعض الوقت...سبحان الله...اللقاء العابر يختلف عن المعايشة
هي أم لخمسة أطفال الأكبر في المرحلة المتوسطة ...وجدتها شاحبة...هزيلة....قد نقص وزنها كثيرا...
في البداية جلسنا وتحدثنا بطريقة عادية ولم نتطرق للأمر...كانت تقبل أطفالها باستمرار...وتقول لي انظري فلان وفلان(طفليها) صاروا يشبهوا زوجي كثيرا هذه الأيام ..
ولما سألتها: ما أخباره؟ بدأت تحكي والدموع تلمع في عينيها ...أهي دموع القلق ، أم الشفقة أم افتقاد الأنيس والحبيب....
إنه شعور لا يمكن وصفه...انتابني حين بدأت الحديث طوفان من المشاعر ألهاني عن التفكير في فحوى كلامها المغلف خوفا من أن يعلم طفليها الصغيرين....
سألتها في خفاء : هل تعلم ابنتك؟ قالت الكبار نعم وعندما علموا بكوا كثيرا لكنني أخبرتهم لأننا لسنا سوى في البداية والأمر قد يطول ولكن ليس لها من دون الله كاشفة..

طوال اليوم لم أستطع منع نفسي من التفكير
ماذا لو كان أبي؟
زوجي؟
أخي أو ابني؟
خاصة أسر رجال الأعمال الذين اعتقلوهم في الفترة الأخيرة ...بماذا تفكر الأم؟ هل ستنتهي حياة الترف ؟ هل ستنقل أولادها من المدرسة المرتفعة التكاليف؟ هل وهل وهل...........؟

ألا يستحققن أن نفكر فيهن...
هؤلاء الصامدات...العظيمات
لابد أن نتذكرهن وجميع أهالي المعتقلين في كل مكان...في فلسطين وفي العراق وجميع أهالي الشهداء والمفقودين
بالدعاء
وبالسؤال
وبالإعانة النفسية والمعنوية...
بقضاء حوائجهم وتفقد أطفالهم وآباءهم
بل بالإعانة المادية إن لزم الأمر

ولنتذكر جميعا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا))

وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

اللهم فك اسر المأسورين

اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك

جزاك الله خيرا ً كثيرا أخى الفاضل على المرور الطيب .. وتقبل اللهم منا ومنكم دعائنا ..
اللهم فك أسرى أإخواننا المعتقلين ,, وعليك وعليك اللهم بمن ملأ المعتقلات بهم .. وعليك بكل الظالمين يارب العالمين ..