رحلت محملاً بمحبة البشر.. وتركتنا نعاني من صقيع الوحدة.. فهنيئاً لك الجنة بإذن الله، وعزاؤنا في كلماتك الباقية في عقولنا وقلوبنا.
* فرحنا جميعاً بفوز مصر ببطولة كأس أفريقيا، فقراء وأغنياء، عامة ومثقفين، في القري والمدن.. لم يكن مصدر الفرحة فقط هو الكأس، التي ستبقي لعامين آخرين في القاهرة..
ولكن الفرحة الكبري، هي هذا الإحساس الغامض المثير بالوطن، بأنه ينمو في داخلنا، يستيقظ ويصرخ: أنا هنا، محبط نعم، صورتي غائمة أحياناً، لكنني موجود، حي، أنتعش في قلوب المحبين، الذين يمنحونني محبتهم وجهدهم.
الناس كانت في أشد الشوق إلي فرحة، إلي دماء جديدة تضخ في شرايين مصر، في حاجة إلي انتصار يعيد إليهم زهوهم بأنفسهم.. بأنهم قادرون علي الانتصار، علي الفوز علي قوي أكبر، بالتحدي والإصرار.
استمعت إلي تعليق الكثيرين علي مباريات المنتخب.. الكل يتحدث عن اللاعبين، مستغلين الفرصة للحديث عن الشعب، وأنه قادر علي الإنجاز إذا أخلص النية وأحب الوطن، وعمل بجد وتفانٍ، يعني باختصار النجاح والفشل يعودان إلي الشعب، إلي المحكومين!
لم أسمع أحداً يتحدث عن القائد، عن حسن شحاتة ودوره.. المعلم الذي غرس في نفوس أبناء شعبه الأمل والتحدي.. شاركهم في لعبهم وجدهم، في البلياردو، كما في التدريب، أحسوا أنه واحد منهم، لن يحصد هو ومعاونوه كل المكاسب، فالغنائم للجميع، والوطن للجميع، والتصفيق والتكريم للجميع.
لم يتحدث كثيراً عن خططه وجهوده وذكائه الخارق، كلما تحدث ذكر فريقه، وجهده وأحلامه.
فإذا أحس الشعب - الفريق - بإخلاص قائده، بمحبته، بعدله، ما بخل بروحه وعرقه علي هذا الوطن الذي يستحق الكثير.
الأمر في السياسة لا يختلف كثيراً عنه في الرياضة، الشعب يريد أن يشعر بأنه شريك، فاعل، لا مهمش، مسبب لكل الأزمات، فيما يري الفساد حوله من كل مكان، يجني الفقر، ويدفع الضرائب، ويتحمل كل أسباب الإخفاق والفشل، الخير للآخرين.. والظلم والقسوة والمعاناة يدفع ثمنها وحده.
الوطن يحيا ويتألق بداية من عند القائد، فيحيا الشعب وينتصر لهذا الوطن.. ما أحلي هذا الوطن في الانتصار! وما أحلي اسم مصر وهو يتردد كالرعد علي أفواه المنتصرين!
* إلي مجدي مهنا: أفتقد نا مقالك صباح يوم الانتصار!